یادگارِعُمر
درباره وبلاگ


حافظ سخن بگوی که بر صفحۀ جهان ------- این نقش ماند از قلمت یادگارِ عُمر ---------- خوش آمدید --- علی
نويسندگان
پنج شنبه 9 آبان 1392برچسب: نزول هل أتى, :: :: نويسنده : علی

 

نزول هل أتى

... عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِيهِ (ع)
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ
"يُوفُونَ بِالنَّذْرِ"
قَالَا
مَرِضَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (ع)
وَ هُمَا صَبِيَّانِ صَغِيرَانِ
فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللهِ (ص)
وَ مَعَهُ رَجُلَانِ
فَقَالَ أَحَدُهُمَا
يَا أَبَا الْحَسَنِ
لَوْ نَذَرْتَ فِي ابْنَيْكَ نَذْراً إِنَّ اللهَ عَافَاهُمَا
فَقَالَ :
أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
شُكْراً لِلهِ عَزَّ وَ جَلَّ
وَ كَذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ (ع)
وَ قَالَ الصَّبِيَّانِ :
وَ نَحْنُ أَيْضاً نَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
وَ كَذَلِكَ قَالَتْ جَارِيَتُهُمْ فِضَّةُ
فَأَلْبَسَهُمَا اللهُ عَافِيَتَهُ
فَأَصْبَحُوا صِيَاماً
وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ طَعَامٌ
فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ (ع) إِلَى جَارٍ لَهُ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ شَمْعُونُ
يُعَالِجُ الصُّوفَ
فَقَالَ :
هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جِزَّةً مِنْ صُوفٍ
تَغْزِلُهَا لَكَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ
بِثَلَاثَةِ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ ؟
قَالَ :
نَعَمْ
فَأَعْطَاهُ
فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَ الشَّعِيرِ
وَ أَخْبَرَ فَاطِمَةَ (ع)
فَقَبِلَتْ وَ أَطَاعَتْ
ثُمَّ عَمَدَتْ
فَغَزَلَتْ ثُلُثَ الصُّوفِ
ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ
فَطَحَنَتْهُ
وَ عَجَنَتْهُ
وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ
لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً
وَ صَلَّى عَلِيٌّ (ع) مَعَ النَّبِيِّ (ص) الْمَغْرِبَ
ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ
فَوُضِعَ الْخِوَانُ
وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ
فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (ع)
إِذَا مِسْكِينٌ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ
فَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
أَنَا مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ
أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ
أَطْعَمَكُمُ اللهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ
فَوَضَعَ اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ...
وَ عَمَدَتْ إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ
فَدَفَعَتْهُ إِلَى الْمِسْكِينِ
وَ بَاتُوا جِيَاعاً
وَ أَصْبَحُوا صِيَاماً
لَمْ يَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ
ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى الثُّلُثِ الثَّانِي مِنَ الصُّوفِ
فَغَزَلَتْهُ
ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِيرِ
وَ طَحَنَتْهُ
وَ عَجَنَتْهُ
وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرِصَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً
وَ صَلَّى عَلِيٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ (ص)
ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ
فَلَمَّا وُضِعَ الْخِوَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ
فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (ع)
إِذَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ
قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ
فَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
أَنَا يَتِيمٌ مِنْ يَتَامَى الْمُسْلِمِينَ
أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ
أَطْعَمَكُمُ اللهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ
فَوَضَعَ عَلِيٌّ (ع) اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ...
ثُمَّ عَمَدَتْ فَأَعْطَتْهُ (ع) جَمِيعَ مَا عَلَى الْخِوَانِ
وَ بَاتُوا جِيَاعاً
لَمْ يَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ
وَ أَصْبَحُوا صِيَاماً
وَ عَمَدَتْ فَاطِمَةُ (ع)
فَغَزَلَتِ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ مِنَ الصُّوفِ
وَ طَحَنَتِ الصَّاعَ الْبَاقِيَ
وَ عَجَنَتْهُ
وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ
لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً
وَ صَلَّى عَلِيٌّ (ع) الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ (ص)
ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ
فَقَرَّبَ إِلَيْهِ الْخِوَانَ
وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ
فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِيٌّ (ع)
إِذَا أَسِيرٌ مِنْ أُسَرَاءِ الْمُشْرِكِينَ
قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ
فَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
تَأْسِرُونَنَا
وَ تَشُدُّونَنَا
وَ لَا تُطْعِمُونَنَا
فَوَضَعَ عَلِيٌّ (ع) اللُّقْمَةَ مِنْ يَدِهِ ...
وَ عَمَدُوا إِلَى مَا كَانَ عَلَى الْخِوَانِ
فَأَعْطَوْهُ
وَ بَاتُوا جِيَاعاً
وَ أَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ
وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْ‏ءٌ
قَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ :
وَ أَقْبَلَ عَلِيٌّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (ع)
نَحْوَ رَسُولِ اللهِ (ص)
وَ هُمَا يَرْتَعِشَانِ كَالْفَرْخِ
مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ
فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِيُّ (ص) قَالَ :
يَا أَبَا الْحَسَنِ
شَدَّ مَا يَسُوؤُنِي
مَا أَرَى بِكُمْ
انْطَلِقْ إِلَى ابْنَتِي فَاطِمَةَ
فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا
وَ هِيَ فِي مِحْرَابِهَا
قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا
مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ
وَ غَارَتْ عَيْنَاهَا
فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ (ص) ضَمَّهَا إِلَيْهِ
وَ قَالَ :
وَا غَوْثَاهْ
بِاللهِ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ فِيمَا أَرَى
فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ
فَقَالَ :
يَا مُحَمَّدُ
خُذْ مَا هَيَّأَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ
قَالَ :
وَ مَا آخُذُ يَا جَبْرَئِيلُ ؟
قَالَ :
"هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ"
حَتَّى إِذَا بَلَغَ
"إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً" ...

***

الأمالي للصّدوق رحمة الله علیه (متوفّی 381 ه.ق) ص 257